السبت، 22 نوفمبر 2014


الانفعالات

Emotions



تعريف الانفعال :

 يشار الى الانفعال على انه " تغير في سلوك الفرد ينشا عن مصدر نفسي ويؤثر في الخبرات الشعورية له ويصاحبه تغيرات في نشاطات الاجهزة الداخلية في الجسم كما ان له مظاهر خارجية داله عليه " .

 ويشار الى الانفعال على انه ينشأ من مصدر نفسي لان الانفعال يحدث نتيجة عدد من العمليات النفسية المهمة مثل التذكر والادارك فلابد للفرد ان يدرك الابعاد والمعاني الخاصة بالتنبيهات الداخلية والخارجة التي يتعرض لها لكي يشعر بانفعال معين يتناسب مع هذه المعاني والابعاد والتي تختلف من فرد لاخر ومن موقف لاخر لدى نفس الشخص

 اي ان الانفعال هو " استجابة متكاملة يصدرها الفرد تعتمد على ادراكه لابعاد ومعاني المثيرات الداخلية والخارجة التي يتعرض لها ، وتشتمل هذه الاستجابة على عدد من التغيرات الوجدانية المركبة وتتضمن ايضا حدوث تغيرات في نشاطات مختلف اجهزة الجسم الداخلية


مكونات الانفعال :

يتكون الانفعال من جانبين اساسيين هما :


1- المشاعر الذاتية :

 وهي المشاعر الشخصية التي يشعر بها الفرد في مواجهة موقف او حدث معين مثل والغض والسرور والحب والكراهية والحزن ويستدل على المشاعر الذاتية من خلال التقارير اللفظية التي يذكرها الافراد عن انفسهم كأن يقرر الفرد لفظيا انه يشعر بالخوف او بالتوتر او بالحزن او بالسعادة وغير ذلك من الانفعالات.

2- الاستجابات الموضوعية :

 يقصد بالاستجابات الموضوعية للانفعال " تلك الاستجابات التي يمكن قياساها وتحديدها بعيدا عما يقرره الفر عن نفسه وبعيد عن التحيرزات الشخصية سواء لدى الفرد او لدى الباحث الذي يقوم بدراسة الانفعال "

 ومن امثله الاستجابات الموضوعية التي يمكن قياسها والاستدلال على الانفعال من خلالها : تسجيل النغيرات الداخلية في السم مثل تسجيل ضغط الدم وضربات القلب والتنفس من خلال معدلات الشهيق والزفير والرسم الكهربائي لنشاط المخ في لحظة الانفعال.

 كما يمكن ايضا ملاحة التغيرات التي تطرأ على مظهر الفرد وعلى ملامحه الخارجية مثل التكشير والابتسام وجحوظ العينين ورعشة اليدين.





أولا : التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال :


 يقصد بالتغيرات الفسيوليوجية المصاحبة للانفعال هي " تلك التغيرات التي تحدث في نشاطات مختلف اجزاء الجسم الداخلية والتي تحدث نتيجة التعرض لموقف او منبه او حدث مثير للانفعال " .

ونعرض فيما يلي للتغيرات التي تطرأ على نشاطات بعض اجزاء ومكونات الاجهزة الداخلية في الجسم اثناء النفعال :

1- المعدة :

 يصحاب الانفعال حدوث احمرار وتورم وانتفاخ في الاغشية الداخلية الموجودة داخل المعدة كما تزداد انقباضات عضلاتها وترتفع نسبة الهيدروكلوريك الموجودة في المعدة والذي يتضح في شعور الافراد بحموضة المعدة في المواقف المثيرة للتوتر.

 أما في حالات الاكتئاب تميل أغشية المعدة الى الشحوب " اللون الاصفر " وتنخفض نسبة الهيدروكلوريك في المعدة وتقل حركة المعدة والذي ينتج عنه صعوبات في هضم الطعام وانتفاخ البطن والعور بالالم في المعدة والاصابة بقرحة المعدة او الاثنى عشر وحدوث اضطرابات في عمليات الاخراج مترتبة على الاضطرابات في الهضم مثل الاصابة بالاسهال والامساك.

2- ضغط الدم :

 يرتفع ضغط الدم في الجسم اثناء الانفعال ويحدث تدد في الاوعية الدموية مما يزيد من كمية الدم قرب سطح الجلد والذي يتسبب في احمرار الوجه عند الشعور بالغضب او الخجل او التوتر.


3- الجهاز العصبي : 

تنشط اثناء التعرض للانفعال المناطق العصبية المسئولة عن التحكم في الانفعال حيث يتحكم في السلوك الانفعالي للفرد مناطق في الجهاز العصبي وهي : 
1- الهيبوثلاموس Hypothalamus.
2- الجهاز النطاقي او الحافي Limbic System.
3- الفصوص الجبهية والتي تتضمن العديد من المراكز العصبية للعمليات العقلية العليا ومنها الانتباه والتذكر والادارك والتفكير حيث يقوم الانفعال على ادراك الفرد لابعاد ومعاني المواقف والمثيرات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الفرد.


4- الجهاز العضلي :

 يزداد التوتر في عضلات الجسم عند التعرض لانفعال الفرح وينخفض في حالات الحزن ولكن لا تعد التغيرات في نشاطات الجهاز العضلي من المؤشرات الدالة على الانفعالات الفعلية لدى الفرد فهو يستطيع البكاء او الضح اثناء التمثيل او وفقا لمقتضيات المجاراة الاجتماعية في المواقف الاجتماعية في المواقف الاجتماعية دون ان يشعر بالفعل بانفعال الحزن او السرور كما تحدث تغيرات في نشاطات عضلات العين اثناء المشاجرات والغضب ويمكن رصد النشاط الكهربائي لعضلات الجسم وتحديد التغيرات التي تحدث فيها مصاحبة للانفعال من خلال استخدام جهاز الرسام الكهربائي لنشاط عضلات الجسم Electromyogram [EMG] .

5- القلب :

 تتغير قوة وسرعة ضربات القلب وفقا لشدة الانفعال حيث تبين ان شسرعة ضربات القلب تصل الى 150 نبضة في الدقيقة عند التعرض للنفعال بينما يكون عد هذه النبضت في حالة الهدوء يتراوح بين 70 - 80 نبضة في الدقيقة .

 واوضحت نتائج الدراسات السيكوفسيولوجية زيادة كمية الدم المتدفق في القلب لدى الطلاب عند دخول الامتحان بمقدار لترين في الدقيقة بالمقارنة بكمية الدم المتدفق في القلب بعد الامتحان للدى الطلاب مما يشير الى تاثير الانفعالات على التغيرات في نشاط القلب .

6- تجلط الدم :

 يصاحب التعرض للانفعال او للمشقة النفسية زيادة كثافة الدم وفي تجلطة وهو ما يسبب الاصابة بجلطات القلب والمخ ومختلف اجزاء الجسم عند التعرض لدرجات مرتفعة من المشقة النفسية او الانفعال .

 وربما يكون لزيادة سرعة تكوين الجلطات في حالات التعرض للانفعال وللمشقة النفسية وظيفة تكيفية ببقاء الفرد حيث تبين ان الجروح التي يتعرض لها الجنود في الحروب تتجلط بسرعة اكبر من الجروح التي تصيب الافراد في الحياة المدنية ويساعد ذلك الجنود على البقاء عيى قيد الحياة في ظل الظروف المرتبطة بمشقة الحرب .

 وفي بعض الاحيان عندما تتعرض بعض السيدات لدرجة مرتفعة الشدة من الانفعال اثناء الدورة الشهرية يتوقف لدريهن نزول الدم في هذه الدورة وربما يسهم ذلك في تجنيبهم للكثير من المخاطر الصحية المترتبة على حدوث النزيف .

7- الكليتان : 

 يؤثر الانفعال على نشاط الكليتين وتتغير نسبة الماء والاملاح في الجسم وفقا للحالة الانفعالية التي يكون عليها الفرد حيث يساعد التوتر على التقليل من افراز اتلجسم للماء والاملاح والتقليل بالتالي من معدل وكمية التبول ويحدث العكس اثناء الاسترجاء والذي يساعد على زيادة افراز الجسم والاملاح ومن ثم يكثر معدل ومقدار التبول .

 ولكن في حالات التوتر العصبي الشديد والتي تصل الى حد التهيج العصبي يزداد معدل التبول ويكون البول محمل بنسبة مرتفعة من الصوديوم والبوتاسيوم اللذان يزداد افرازهما وطردهما الى خارج الجسم في مصل هذه الحالات ويتم التخلص من المقادير الزائدة من هذين العنصرين من خلال البول ولهذا الامر اهمية كبرى حيث يساعد التخلص من المقادير الزائدة من الماء والصوديوم والبوتاسيوم على هدوء واسترخاء الفرد نظرا لما اوضحته نتائج الدراسات الطبية والت اشارت الى زيادة نسبة الماء والصوديوم في الجسم في حالات الاصابة بالاكتئاب الذهاني " الاكتئاب العقلي " وبذهان الهوس - الاكتئاب ولهذا يستخدم الاطباء في علاجهم لهذه الامراض النفسية والاضطرابات الوجدانية اي الاضطرابات المرتبطة بالانفعال انواع من العقاقير الطبية تساعد على طرد الصوديوم والماء الى خارج الجسم عن طريق البول اي ان هذه العقاقير تزيد من معدلات التبول لدى هؤلاء المرضى .
8- الغدد الصماء :

 تتغير نشاطات بعض الغدد الصماء في الجسم اثناء التعرض للانفعال فعلى سبيل المثال تنبسط الغدتين فوق الكلويتين ويزداد افرازهما لهرمون الادرينالين عند التعرض لخطر مفاجئ وفي حالات الخوف والغضب ويساعد هرمون الادرينالين على تنشيط الكبد لافراز السكر في الدم وتساعد زيادة كمية السكر في الدم ولكن بشرط الا تزيد عن حد معين على تعبئة الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة المواقف المثيرة للمشقة وتغذية العضلات وزيادة نشاطها ومن ثم زيادة قدرة الفرد على مقاومة الشدائد وانتهاء اثار التعب بسرعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق