السبت، 22 نوفمبر 2014



الدوافع والحاجات


     يعتبر موضوع الدوافع وما يتفرع عنه من دراسات الأساس العلمي لدراسة علم النفس ..... وبناء عليه فان علم النفس هو العلم الذي يهتم أساسا بدراسة الدوافع  .  
    وقبل أن نتناول الدوافع وأنواعها ، نسوق بعض التعريفات الهامة في مجال دراسة الدوافع حتى نستبين الفروق الدقيقة بين هذه المصطلحات  .
1-   الحاجة : هي حالة من النقص والعوز والافتقار تقترن بنوع من التوتر والضيق ، الذي يزول متى قضيت الحاجة وزال النقص .
( الحاجة إلى الأكل – إلى شرب – إلى الكسب ...... ) .
2-   الدوافع  :    هو طاقة كامنة في الكائن الحي ، جسمية ونفسية ، تحدد له أهداف سلوكه لإشباع الحاجة ، مما يؤدى إلى البحث عن حافز أو باعث أو مشبع .                  ( دوافع الجوع .. العطس .. التملك ...)  .
3-   المثير ( أو المنبه ) :    هو ما يحيل الدوافع من حالة الكمون إلى حالة النشاط ذلك لان الأصل في الدوافع إن يكون كامنا غير مشعور به حتى يجد من الظروف ما ينشطه أو يثيره .
4-   الحافز ( أو الباعث أو المشبع ) :   هو الموقف الخارجي ، الذي يستجيب له الدافع ، وحين الحصول عليه يتم إشباع الحاجة . ( الطعام .. الماء .. المال ..).
ويلاحظ أن الحافز يختلف عن الدافع .؟
فالدافع يأتى من داخل الفرد ، أما الحافز فيتواجد خارج الفرد . ويلاحظ أن الحافز يختلف عن المثير .
فالحافز لابد أن يرضى الدافع ولكن المثير قد لا يكفيه أو يشبعه .
مثـــــــال :  ( قبيل الغذاء يحدث ما يلي ) :
1- نشعر بالجوع     :    ( دافع ) .
2-نحس بالحاجة إلى الطعام ( حالة توتر )     :    ( حاجة ) .
3- وعندما نسمع جرس بدء الغذاء ، يمثل    :     ( مثير ) .
    ( لاحظ إن الجرس لا يشبع دافع الجوع ) .
4- وعندما نجد الطعام أمامنا ، فهو      :      ( حافز  ) .
العلاقة بين الحاجة والدافع 
من ذلك ندرك العلاقة بين الحاجات والدافع ، فمصدر أي سلوك للكائن الحي هي الحاجات والدوافع ، فلا سلوك بدون حاجة أو بدون دافع ، فالحاجة هي التي تحرك الدافع ، وتحوله من طاقة كامنة إلى حالة من التوتر تدفع الكائن الحي إلى أن يسلك سلوكا يهدف إلى إشباع الحاجة ... ومتى عرفنا حاجات الإنسان أو دوافعه توقعنا بسلوكه ، والعكس صحيح أي أنه من سلوك الفرد نستطيع أن نستدل حاجاته ودوافعه .
الحاجات الإنسانية :     يفسر بعض علماء النفس دوافع السلوك أساس إشباع الحاجات ... حيث يؤدى إشباعها إلى التوازن النفسي ويمكن أن ندرك طبيعة الحاجات ومدى أهميتها للكائن الحي عندما توجد صعوبات أو ظروف تحول دون إشباعها ، هنا تظهر على الكائن الحي علامات الاضطراب والقلق وعدم الشعور بالسعادة .
             ومن الصعب تقديم قائمة بجميع حاجات الإنسان ، فقد اختلف علماء النفس في عددها وفى تصنيفها .
          غير أنه يمكن إجمالها في الأنواع الثلاثة الآتية : 

أولا :- حاجات جسمية ( فسيولوجية ) : 
          وتنشأ عن التكوين الجسمي والتوازن الدينامى البيولوجي الكيموى ، أي هي حاجات تنشا لسد احتياجات الجسم الحيوية ، ومنها الحاجة إلى الماء والطعام والخنس والراحة والنوم والإخراج ..... الخ .

ثانياً :- حاجات نفسية ( سيكولوجية ) :
         وهى حاجات تنشأ من حيث كون الإنسان فرداً في جماعة ، كالحاجة إلى الشعور بالأمن والطمأنينة ، والحاجة إلى الحب والعطف ، والحاجة إلى الحرية .
ثالثاً :- حاجات اجتماعية ( سسيولوجية ) :
          وهى حاجات مكتسبة من البيئة من البيئة الاجتماعية التي يعيش وسطها الفرد ، والتي تحدد وفق الجماعة واتجاهاتها ، ومنها الحاجة إلى السلطة الضابطة والحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى النجاح والتقدير .
أهمية دراسة الدوافع :
        إذا كان علم النفس يعنى بدراسة السلوك ، فالسلوك نتيجة حتمية للدوافع هذه الحقيقة هي التي تقف وراء محاولة كل منا معرفة دوافع من حوله .
الأب يحاول أن الدوافع التي تدفع ابنه إلى عدم اللعب مع رفاقه أو تمنعه عند الاستذكار ، والمدرس يحاول أن يعرف الدوافع التي تدفع بعض التلاميذ إلى الخروج من النظام
         أن علم النفس وهو يعنى أساسا بدراسة دوافع السلوك إنما يساعدنا على فهم أنفسنا وفهم من حولنا عن طريق معرفة الدوافع التي تحركنا وتحرك الناس ، وهذا الفهم مما يعين الناس على إقامة علاقات اجتماعية افضل ، كما انه يهيئ لنا مكان معرفة نواحي القوة والضعف في شخصياتنا فننمى الأولي ونعدل الثانية .
        أن عدم فهم الإنسان لنفسه ، ولدوافع سلوكه ، يكون سببا لكثير من متاعبه ومشكلاته ، فمن أراد أن يكون  سعيدا في حياته فلنعرف دوافع نفسة ، ومن أراد أن يكون سعيدا مع الناس فليعرف دوافع نفسه أيضاً  .
       وسلوك الإنسان يصدر عن دوافع مختلفة ، بعضها فطرى والأخر مكتسب ، بعضها شعوري والأخر لا شعوري ... وليس من اليسير التمييز بينها ..... ولعل ذلك يرجع إلي طبيعة الإنسان المتشابكة من ناحية . وعناصر البيئة الاجتماعية من ناحية أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق